Blog Layout

ممتع حسب المصدر

هل أنت من عشاق الفن واللوحات ؟ هل زرت متحفاً يعرض لوحات لفنان مبهر مثل "فان كوخ" أو "دافنشي" أو العظيم "مايكل أنجلو" ؟
ماذا كان شعورك عندما شاهدت اللوحة ؟
في عام 1955م ولد الطفل "مارك" لأبوين مثقفين يعشقان الفن ، وكان أبوه عسكرياً أمريكياً يعمل في أوروبا .
الأب كان يصحب زوجته وابنه مارك إلى المتاحف ودور الفن ، والكنائس الأثرية المليئة بالرسومات لأشهر الفنانين ، ومن هناك بدأ ينمو في هذا الطفل حب الفن والرسم واللوحات .
في السابع عشر من عمر "مارك" توفى أبوه بسكتة قلبية ، تسببت له بأزمة نفسية حادة دخل على أثرها مستشفى الأمراض النفسية لمدة عام كامل .
عندما خرج "مارك" من المستشفى دخل إلى معهد الفنون في شيكاغو ، وكان معلموه يرونه فناناً بارعاً وسيكون له مستقبلاً زاهراً لا محالة .
بعد تخرجه من المعهد بدأ العمل في معارض الفن ، فكان يصلح اللوحات المتضررة بالبقع وما أشبه .
جمع خلال فترة عشر سنوات من العمل مبلغاً جيداً ، فقرر أن يقوم بمعرض خاص يعرض لوحاته وإبداعاته ، والذي قد يعود عليه بأرباح طائلة ، إلا أن المعرض فشل فشلاً ذريعاً ، وخسر كل ما يملك من المال .
كانوا رواد المعرض ينظرون إليه على أنه مجرد حشرة متطفلة على أنف الفن ، لذا شعر بالعار والإحباط جراء فشله ، فاهتزت ثقته بإبداعه وفنه ، وقرر أن يعود إلى بيت والدته ليقضي بقية حياته هناك .
قبل أن يعود إلى بيته قرر "مارك" أن يرسم لوحة مزورة طبق الأصل للفنان الأمريكي Maynard Dixon ، ويتبرع بها إلى متحف صغير ، لتكون أشبه بعمل خيري يخلد ذكرى والده المتوفى .
رسم مارك اللوحة بعناية استثنائية كي لا يُكتشف أمره ، وقدمها للمتحف ، وادعى أن والده كان مهووساً بجمع التحف واللوحات الأثرية ، وأنه سيتبرع بلوحة من مجموعته كتخليد لذكراه .
المتحف تفحص اللوحة ، ولم يستطع أن يكتشف أنها مزورة ، فهي تشبه الأصلية تماماً دون أدنى اختلاف ، فشكروه وعاملوه بكل لطف واحترام وتقدير ، وقد قال مارك عن هذه التجربة : "عاملني الجميع مثل الملوك ، ولم يكن هذا شيئًا اعتدت عليه" .
قرر مارك أن يُزَوِّر العديد من اللوحات المفقودة أو التي رسم مبدعيها أكثر من نسخة ، وأرسل إلى العديد من المتاحف الصغيرة رسالة مفادها أنه رجل ثري مهتم باللوحات يعاني من مرض القلب ولم يبقى من عمره الكثير ، ويريد أن يتبرع بمجموعته كعمل خيري يخلد ذكراه وذكرى والده .
جميع المتاحف رَحَّبت بمارك وكَرمه وحبه الشديد لوالده ، واستقبلوا لوحاته - التي فحصوها جيداً ولم يكتشفوا أنها مزورة - بكل حب واحترام .
واستمر مارك على هذا المنوال ثلاثين عاماً ... حتى تبين لأحد مسؤولي المعارض أن مارك تبرع بلوحة إلى متحفين مختلفين ، والتي لا يوجد منها إلا نسخة واحدة أصلاً !! .
ومن هنا بدأ بتتبع أثره وتبين له أن مارك خدع عشرات المتاحف البسيطة بلوحات لم يطلب أي مقابل مادي لها ، كل ما كان يريده هو تخليد ذكرى والده ، وأن يرى الناس يستمتعون باللوحات .
في مطلع الألفية الثانية كان اسم مارك قد انتشر بين المتاحف على أنه مزور نبيل ، وكانوا يرفضون أي تبرع منه ، وكانت أمه قد توفيت حينها ويريد تخليد ذكراها أيضاً ، فتنكر حينها بزي راهب وغَيَّرَ اسمه ، وكان يجول المتاحف ويدعي أن أمه كانت مليونيرة تجمع اللوحات بينما هو راهب لا حاجة له باللوحات .
استقبلت المتاحف لوحاته ولم يستطيعوا كشف زيفها ، وكل ما كان يطلبه بالمقابل أن يكتب المتحف اسم والديه على اللوحات كتخليد لهما .
كان مارك يدخل المتاحف متنكراً ويرى كيف يُسعد الناس بمشاهدة لوحاته ، ومدى المتعة التي يعيشوها بعد تأملهم بلوحات يُفترض أنها أثرية وفريدة لأروع الفنانين .
بعد أكثر من ثلاثين عام من العمل الخيري المزيف قبضت الشرطة على "مارك" وطالبوا بسجنه ، إلا أن القاضي حكم ببراءته فهو لم يستغل الناس ولم يضر أحداً ولم يطلب أي أموال على لوحات تقدر أسعار الأصلية منها بملايين الدولارات ... كل ما كان ينشده هو العمل الخيري وتخليد والديه . ( خو يا مارك حط لهم برادة ماي وفكنا ... عجبتك جرجرة المحاكم ؟! 😜)
بعد أن عرفت المتاحف بتدليس مارك لم يعد للوحاته أي قيمة ، وما كانت بالأمس تبهر الناس وتمتعهم أمست اليوم منبوذة ... يُنظر إليها على أنها مجرد ألوان على لوح خشبي تحكي كذب صاحبها .
هذه قصة أشهر مزور في التاريخ - صاحبة صورة المقال - مارك لاندس Mark Landis.
واسمح لي سيدي القارئ أن أسألك هنا ... لماذا لم تعد لوحات مارك تسعد الناس في المتحف ؟ إنها طبق الأصل عن لوحات رسمها أعظم الفنانين ... تسحر العين بفكرتها وجمالها وتناسق ألوانها ، ما الذي تغير ؟!!!
فَـكِّـر ملياً ...
أعتقد أن الجواب هو المصدر .
نحن البشر لا نستمتع بالأشياء وفقاً لخصائها وتفاعل حواسنا معها فقط ، بل إن مصدرها ومعتقداتنا وأفكارنا وقناعاتنا تؤثر تماماً على مدى استمتاعنا وانبهارنا بها .
لذا فإن اللوحات التي مصدرها فنانون عظماء مثل مايكل أنجلو ممتعه ومبهره ، بينما لوحات مارك مستفزة .
وهذا لا ينطبق على الأشياء الراقية فقط كاللوحات بل حتى أبسط الأشياء كالطعام مثلاً ، فالمسلم الملتزم لن يستمتع بقطعة ستيك لحم مصدرها الخنزير ، على عكس المسيحي في عيد الشكر مثلاً ... المصدر يجعل الآخر سعيد مستمتع والأول يكاد أن يتقيأ .
قام الدكتور توم روبنسون Tom Robinson بدراسة على 63 طفل ، تُوضح كيف أن المصدر مؤثر على استمتاعنا وذوقنا حتى بالأطعمة .
في الدراسة أعطى السيد توم لكل طفل عينتين متطابقتين تماماً من الطعام ، تحتوي كل عينة على بطاط وهامبرغر وقطع الدجاج وحليب وجزر مشتراة من السوبر ماركت ، لكن العينة الأولى مغلفة بأكياس مطعم ماكدونالدز والأخرى بكيس لا يحتوي أي علامة تجارية .
ثم سأل الأطفال هل الأطعمة متشابهة في مذاقها أم مختلفة ؟
غالبية الأطفال فضلوا الأطعمة المغلفة بأكياس ماكدونالدز رغم إنها متشابهة أصلاً !!! بل حتى الجزر الذي غُلِّف بأكياس ماكدونالدز كان ألذ !!! .
وفي تجربة ظريفة أخرى أتى العلماء بمعهد كاليفورنيا للدراسات بمجموعة من طلبة الدراسات العليا الذين يحبون شرب النبيذ الأحمر ، وأعطوهم نوعين من النبيذ ، الأول سعر الزجاجة منه 5$ ، والآخر سعر الزجاجة منه 45$ ، ثم طلبوا منهم تحديد أيهما أروع طعماً ، وكانت أدمغتهم متصلة بجهاز MRI لمعرفة ما يدور فيها .
الطلبة بأجمعهم اتفقوا على أن النبيذ الأغلى كان طعمه ألذ ، وكانت مناطق المتعة في الدماغ تزداد نشاطاً وتوجهاً عند شرب النبيذ الأغلى مقارنة بالنوع الآخر .
والمضحك في الأمر أن كِلا النبيذين في الحقيقة كانا من نفس الزجاجة ... ولكن اعتقادهم باختلاف المصدر زاد تمتعهم .
الأمر ينطبق على الحب أيضاً سيدي القارئ ... فمن سيختاره قلبك ستراه أجمل وأكثر جاذبية مما هو عليه بالواقع . ( يعني عادي ترى يطلع سحت بس أنت ماخذ فيه مقلب ... أنا ياي أهدي النفوس أنت عارفني 😜)
وكما يقول الشاعر المغرم :
قَلِيلٌ مِنْكَ يَكْفِيني ولَكِنْ *** قَلِيلُكَ لاَ يُقَالُ له قَلِيلُ
وإليك هذه القصة الغريبة ...
هناك اضطراب عصبي يُسمى "متلازمة كابجراس" يصيب الإنسان فيتوهم أن هناك كائنات فضائية أو ملائكة أو شياطين أو محتالاً استبدل صديقه أو شريك حياته أو شخصاً من عائلته أو حتى حيوانه الأليف ووضع شخصاً آخراً في مكانه .
عادة ما تكون نتائج هذا الاضطراب كارثية ، إذ يقدم المصابون به على قتل أعز الناس حولهم ظناً منهم بأنهم أشخاص آخرون ... صحيح أن لهم نفس الصوت والهيئة .. إلا أن المصدر مختلف .
لكن في عام 1931 م كان هناك امرأة تشتكي من زوجها على أنه غير مثير جنسياً وغير ملائم لها فكرياً ، وكانت تفكر ملياً بالطلاق ، إلا أنها بعد ذلك أُصيبت بمتلازمة كابجراس وتوهمت أن هناك من قام باستبداله ، لكنها كانت مستمتعة بالبديل وتراه أكثر جاذبية وملائم لها وأحبته جداً ... لقد أنساها حب زوجها ، رغم إنه ذات الشخص . ( لو ضاربه حشيش وحياتك مو جذي 😜)
سيدي القارئ هل تمتلك هدية أو ذكرى من شخص توفاه الأجل ؟
لو استبدلناها منك وأهديناك أخرى جديدة .... هل ستكون مشاعرك متشابهة اتجاهها ؟ غالباً لا .. لأن المصدر يعني لك الكثير .
نعم الأشياء ممتعة حسب المصدر ... وكذلك الألم ، قد يكون ممتعاً حسب المصدر .
ذلك الألم الذي تشعر به من حرقة البهارات التي وضعتها على الطعام ممتع جداً أ ليس كذلك ؟ خوفك من أفلام الرعب التي تحب مشاهدتها ممتع أيضاً صحيح ؟
والألم قد يكون مؤلماً أكثر لو كان من شخص قريب منك تتوقع منه المودة .
في دراسة لدكتور علم النفس الاجتماعي السيد دان ويغنر Daniel Wegner قام بإيصال مجموعة من طلبة جامعة هارفرد بصاعق كهربائي ، وأخبرهم أن هناك خمس مستويات من الصعق سوف يتلقونها من رجل موجود في الغرفة المجاورة والذي يمتلك زر الصاعق .
أخبر نصف الطلبة أن الشخص الموجود في الغرفة المجاورة لا يملك أي ضغينة اتجاههم ، والموضوع ليس شخصياً نهائياً هو فقط يقوم بعمله من أجل البحث العلمي .
وكانت الصعقة الأولى لهؤلاء الطلبة مؤلمة .. لكن الثانية أخف والثالثة أخف فأخف حتى الخامسة ، لأنهم في كل مرة يعتادون على الألم أكثر .
ولكن السيد دان أخبر النصف الآخر من الطلبة أن الشخص الذي في الغرفة المجاورة يعرفهم جيداً ، وسيقوم بصعقهم رغم ذلك عن عمد .
كانت الصعقة الأولى مؤلمة جداً والثانية بنفس الحدة ، لكن الثالثة والرابعة والخامسة أكثر إيلاماً .
في كِلا الحالتين كانت الصعقات متساوية ... لكن نصف الطلبة شعروا أنها أكثر حدة عندما اعتقدوا أن هناك من يتعمد أذيتهم .
هل رأيت سيدي القارئ كيف تخدعنا أدمغتنا ؟
نشعر بمتعة مضاعفة لأشياء متشابهة ونتألم أكثر ... فقط لاختلاف المصدر .
ولعلك تتساءل الآن " أوكي يعني اشتبي ؟ لا تقتل المتعة يا مسلم 😒"
اشدعوه يباااااا ما نزيد معلوماتك يعني 😜
ما أريد قوله من خلال هذا المقال سيدي القارئ هو أن أفكارنا ومعتقداتنا ونظرتنا للأمور مسؤولة جداً عن مشاعرنا ، ولو غيرنا شيئاً من طريقة تفكيرنا حول مصدر الأشياء ستتغير مشاعرنا ... وهذا ما قد يعود علينا بالمزيد من السعادة أو الراحة النفسية أو السلام الداخلي ... وحتماً سيقلل من مشاعرنا السلبية .
عندما تعتقد أن أقرباءك يقومون بالأشياء اللطيفة اتجاهك بدافع الحب ستُسعد أكثر بها ، بينما لو كنت تعتقد -يا محور الكون- أنهم يفعلون ذلك لغاية تخلو من المودة ... وأنهم يريدون بذلك التفضل عليك كي تشعر بالمنة مثلاً ، فإنك حينها ستُستفز منهم وتستاء ... وستستثقل تصرفاتهم .
لذلك لو أحسنت ظنك بمصادر أفعال الآخرين ستزداد سعادة ... وعلى هذا قِس ما سواه .
تَذكَّر دائماً أن أفكارك ونظرتك للأمور هي المسبب الأول لمشاعرك ، وتغيير أفكارك حول مصادر الأشياء سيُغير مشاعرك ... عندما تضع الأعذار للدافع الذي صدرت منه أخطاء الآخرين ستشعر بالمزيد من الراحة ... وعندما تحسن ظنك بلُطفهم ستزداد سعادة .
ولو تأملت بفكرة ارتباط المصدر بالسعادة لن يخدعوك ... فستيك اللحم الذي ستأكله بالمطاعم العادية متشابه تماماً مع ذاك الذي يطبخه الشيف نصرت مثلاً ... الفرق بينهم أنهم خدعوك بالسعر لا أكثر .
ولو كنت في المتحف لاستمتعت بلوحات مارك ... إنه أروع مزور على الأطلاق .
واترك الآن البقية لعقلك ... وكيفية استفادته من معرفة ذلك .

بواسطة 288e1451-5677-4d83-8385-71f24185e9e0 ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤
كم مره خنت فيها شعورك وأبديت إعجابك بأشياء لا تستحسنها؟ في عام 1897م اندلعت حرب بين الدولة العثمانية واليونان وكانت محط اهتمام الطبقة السياسية والنخب العليا، أما عوام الناس فكان "كُـلّا يدعي في الهوى وصل ليلى" والكل يريد الحديث عن هذه الحرب الطاحنة والتظاهر بالاهتمام كي يوحي للآخرين امتيازه الثقافي. إبان الحرب زارت بعض النسوة من الطبقة المخملية بيت الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف، والذي كان برفقة زميله الكاتب مكسيم غوركي، وسألنه عن رأيه حول هذه الحرب، فجلس يتأملهن... يرى وجوهاً بلهاء لا تعي المآسي التي تُخلفها الحروب، يتظاهرن بالاهتمام، فأجابهم بكل هدوء أن السلام هي النتيجة المرجحة لهذا الصراع. لم تكن تلك الإجابة التي يردن سماعها، فضغطن عليه كي يخبرهم أي الطرفين مرشح للفوز، فأجابهم بكل بساطة والابتسامة تملأ وجهه: "أعتقد أن الأقوى هو من سيفوز"، فزاد ضغطهن عليه ليُخبرهم من هو الطرف الأقوى، فقال "لا أشك أن الطرف الذي يحصل على تغذية أفضل وتعليم أفضل هو الأقوى". فسألنه بإلحاح "أي من طرفي الحرب تفضله شخصياً عن الآخر؟"، فقال بوجه مشرق: "سيداتي أنا أُفضل مربى البرتقال... هي تفضيلي الشخصي، هل تفضلونها أنتن" اندفعن بكل حماس للحوار عن المربى ونكهاتهن المفضلة، موضحات معرفتهن الواسعة بطرق تحضيرها، فكشفن اهتمامهن الحقيقي بالطعام بدلاً من التظاهر السابق بالانخراط في الخطاب السياسي، أما هو فكان يشاركهن الحوار بكل أريحية وسعادة. وما إن انتهين من جلستهن واستعدوا للمغادرة وَعَـدنَ تشيخوف بإرسال هبات سخية من مربى البرتقال، وشكرنه على حسن حواره ولطافة خطابه، فقد سُعدن حقاً بذلك، وبعد أن غادرن أثنى زميله غوركي على حواره معهن، فضحك تشيخوف وقال: "ما كان عليهن التظاهر... من الأفضل لكل إنسان أن يتحدث لغته الخاصة". فهل تتفق مع تشيخوف... أن على كل إنسان ترك التظاهر وأن يكون مخلصاً لما في داخله؟ لا شك أنك في وقت ما حاولت كبت مشاعرك وعدم إظهارها للآخرين، أو لعلك -وأرجو أن أكون مخطئاً- أبديت مشاعر زائفة لا تترجم ما في قلبك، ولو عدت في ذاكرتك واسترجعت سبب قيامك بذلك، فمن المرجح أن يكون السبب هو احترام مشاعر الآخرين، أو الحصول على مشاعر إيجابية منهم كالثقة أو المودة أو التعاطف. وأود بكل سعادة أن أزف لك البشرى... محاولتك لم تجدي نفعاً، لا تحاول تكرارها أرجوك، فمهما حاولت التمثيل والتظاهر بغير ما تشعر به فمن المرجح أنك ستحصل على نتيجة عكسية. أولاً إن تظاهرت سيُكشف أمرك.... إن أدمغتنا نحن البشر تمتلك قدرة جيدة على التفريق بين المشاعر الزائفة والحقيقية، فحتى الأطفال الرضع قادرين على ذلك بشكل رائع، ففي دراسة نفسية نُشرت عام 2015 في مجلة The Official Journal of the International Society on Infant Studies أظهر باحثو علم النفس من جامعة كونكورديا أن الرضع في وقت مبكر من العمر -18 شهراً- يمكنهم اكتشاف ما إذا كانت مشاعر الشخص حقيقية ومبررة أم لا. فكان الأطفال عندما يرون أحد أقاربهم تنكسر إحدى أدواته ثم يتظاهر بالحزن كانوا لا يبدون أي تعاطف معه، بينما القريب الذي يتعرض لذات الموقف وتبدو عليه مشاعر حزن حقيقية كان الأطفال يتعاطفون معه ويحاولون ببراءتهم التخفيف عنه. هل تـتذكر آخر موقف حاول أحدهم التظاهر أمامك بمشاعر زائفة، وكنت تعلم في قرارة نفسك أن مشاعره غير صادقة، هل تتذكر كيف كان الأمر واضحاً لك بينما يظن هو أن تمثيله جيد؟ حسناً الأمر ينطبق عليك كذلك، لست ممثلاً بارعاً.
بواسطة 288e1451-5677-4d83-8385-71f24185e9e0 ١٢ يوليو ٢٠٢٤
ماذا لو اختفيت اليوم من الحياة... هل سيتأثر المحيطون بك؟ هل سينقص الحياة شيء؟ بعد يومٍ مرهق من العمل كانت جالساً في غرفتي شارد الذهن، فسمعت صوت أمي تسأل من في المنزل عني "هل ما زال هاشم موجود أم خرج؟"، فتسللت إلى ذهني حينها مقولة الفيلسوف رينيه ديكارت "أنا أفكر إذاً أنا موجود"، لذا أردت الخروج من غرفتي لأخبر أمي ممازحاً أنني كنت هنا أفكر فإذاً أنا موجود. لكن أمي شتت أفكاري ودمرت ما تبقى سليماً من عصبونات دماغي ولم تذر لي أي باقية من صلابتي النفسية، إذ سمعتها تقول لمن سألتهم "هاشم موجود فهذا نعاله عند باب الغرفة.... هاشم تعال وارمي أكياس الزبالة". آه يا سيدي القارئ... لا أخفيك السر... لقد كانت صعقة نفسية، إذ كان دليل وجودي نعال.... وحاجتها مني أكياس القمامة لا أكثر. لست مفكراً... ولكن السؤال الذي سهر معي تلك الليلة هو " إلى أي مدى أنا مهم ومطلوب ومُلاحظ ومؤثر في هذه الحياة؟!" وأظنه سؤال يراود الكثير من الناس أحياناً، وليس سؤالاً فلسفياً أو ترفاً فكرياً، بل إن لجوابه أثر نفسي ينعكس علينا وعلى صحتنا ومشاعرنا... وهذا ما أود الحديث عنه في كلماتي اليسيرة هذه. نحن كبشر لن نقول لمن سألنا "كيف حالك؟" - أشعر اليوم بالأهمية شكراً لك.، ولكن هذا الشعور قد يجعلك تشعر بخير فعلاً. الاحساس بهذا الشعور لا يتطلب نيل جائزة نوبل للسلام، بل يكفي أن تكون مؤثراً بحياة الناس من حولك أو بمحيطك الذي تعيش فيه، وكلما كنت مطلوباً وملاحظاً ومؤثراً أكثر كلما زاد اعتقادك بأهمية وجودك. وعندما تكون بمنظورك ذا أثر وأهمية سترى ذاتك بنوع من التقدير والاحترام، مما ينعكس على شعورك بالإيجاب، وهذه النظرة للذات لا تـتعلق بالغرور وتفضيل النفس على الآخرين، بل تعني استثمار نقاط قوتك وأحاسيسك لأجل الحياة ومن فيها. إن حب ترك بصمة على الحياة فطرة نولد عليها وتخالج أنفسنا إلى حين الممات، وهذا ما أكده أستاذ الفلسفة وعلم النفس كارل جروس Karl Gross عندما كتب نظرية قَـيّـمة حول لعب الأطفال، قال فيها: إن الأطفال الصغار يشعرون بسعادة كبيرة عندما يعتقدون أنهم مؤثرين في العالم من حولهم، فالطفل مثلاً عندما يمسك دمية ويضغطها لتخرج صوتاً يضحك كثيراً، ليس لأن الصوت مضحك بل لأنه شعر بتأثيره في الواقع، ويكرر العملية ليعيد نشوة متعة الإنجاز وأهمية وجوده، والطفل الذي يُحرم من اللعب أو يلعب مراراً ويفشل بالتأثير على الواقع يشعر بانزعاج الكبير، بل لربما يتقوقع على نفسه ويتشوه نفسياً فيكون ضعيف الشخصية مستقبلاً غير مهيأ للإنجاز. وهناك بحث أجراه الدكتور إلين لانجر من جامعة هارفارد على مجموعتين من كبار السن نزلاء دار رعاية المسنين، أعطوهم جميعاً بعض النباتات التي ستزين غرف جلوسهم ونومهم وممرات الدار، وأخبر الدكتور إلين المجموعة الأولى أنهم المسؤولون عن إبقاء النباتات على قيد الحياة والعناية بها ورعايتها لتضفي المزيد من الجمال والمنظر الصحي للدار، بينما أخبر المجموعة الثانية أن النباتات لهم ولكن موظفو الدار هم من سيعتنون بها. بعد 18 شهر من الاهتمام بالنباتات والتأثير بالمنظر الصحي لدار الرعاية كان ضعف عدد نزلاء المجموعة الأولى على قيد الحياة مقارنة بالمجموعة الثانية. أي أن الشعور بالتأثير على الحياة وما يحيط بنا يجعلنا أفضل سواء على الناحية الصحية أو الشعورية أو حتى على بناء الشخصية. وفي بحث رائع نُشر أمس -وهو ما دفعني لكتابة هذا المقال- وجد الباحثان في مجال علم الأعصاب المعرفي روبرت تشافيز وتود هيثرتون أن التقييم الإيجابي لأهمية الذات واحترام الذات يكمنان في ذات المنطقة في الدماغ، فكلاهما في المسار الجبهي للدماغ والذي يربط قشرة الفص الجبهي الإنسي بالمخطط البطني، أي هما وجهان لعملة واحدة، وكلما كان تقدير الذات أفضل كلما تحسن أداء هذا المسار عصبياً، والمهم هنا أن قوة هذا المسار تُحسن مستويات السيروتونين "هرمون السعادة"، والذي هو حتماً يؤثر على المزاج العام ويقلل القلق، بل ويمنع خطر الإصابة بعدة أنواع من الاضطرابات العاطفية والنفسية كالاكتئاب وانعدام الشهية أو فرط تناول الطعام. وكتبا في البحث أن الأشخاص الذي يكون لديهم هدف نبيل يتعلق بالتأثير في الحياة والناس من حولهم يرتفع لديهم الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين وهي ناقلات عصبية تتحكم في الحالة المزاجية والحركة والتحفيز والتي يسمونها عادة "ثلاثية السعادة"، أي كلما كنت نبيلاً في تأثيرك فيمن حولك زادت سعادتك وتقديرك للذات. للتبسيط... ولكي أخرجك من دهاليز الدماغ هذه أقول إن احترام الذات من خلال الشعور بأهميتها يمنحها صلابة نفسية وثقة في النفس وسعادة تقيك من التكدر العاطفي والنفسي. وختاماً... هناك لَبسٌ يجب التنويه عليه، يخلط الكثير من الناس بين احترام الذات وتقديرها وأشياء أخرى لا علاقة لها بالاحترام أساساً، فمثلاً يظن البعض أن الاحترام والتقدير للذات يعني أن الإنسان يجب أن يوفر لنفسه كل متع الحياة طولاً وعرضاً، فيأكل كل ما تشتهيه نفسه ويشتري ما يحب كتقدير للنفس، وهذا خطأ، بل إن من الحيوانية أن يجعل الإنسان نفسه مسخاً يطلق العنان لرغباته، فوحدها الحيوانات التي لا تراعي سوى شهواتها وما تستلذ به، بينما الإنسان من المفترض أن يكون لديه قيم ومبادئ وتضحيات، وإلا فما فرقه عن الحيوان؟!! وكما ذكرت سابقاً ليس هناك أي ربط من قريب ولا بعيد بين الغرور وبين تقدير الذات، فالأفضلية تعني المزيد من المسؤولية اتجاه الحياة ومن فيها، بينما النظرة الفوقية على الآخرين مجرد نرجسية مرضية لا أكثر. لذا تبقى القاعدة الذهبية في أفضلية الذات والشعور بأهميتها حديث رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال فيه: "خير الناس أنفعهم للناس". أنت خير الناس ما دمت مؤثراً وهماً في منفعة الناس، وأنت مجرد مسخ لا أهمية لوجودك ما دمت منغمساً في ملذاتك.
بواسطة 288e1451-5677-4d83-8385-71f24185e9e0 ٢٤ مايو ٢٠٢٤
ليست الطيور على أشكالها تقع دوماً، ستوقعك الحياة على طيورٍ لست تَعرِفها وأشكالٍ لا تـتقبلها، وترى نفسك رغم ذلك مجبوراً عليها... وها أنا رأيتني أخوض في حوار مع جارتني في الطائرة، امرأة بريطانية، رغم أنني لست ذلك الشخص الذي يهوى الانغماس في حوارات مع الغرباء، لكن ما أحبه شيء وما ستفرضه الحياة شيء آخر. بينما أنا غارق في تركيزي أقرأ كتاباً سألتني: "لماذا على غلافه صور للدماغ؟"، أجبتها: "لأنه يشرح طريقة تفكير الإنسان ولماذا يتعصب لأفكاره"، وليتني لم أقل ذلك.... شرعت تُحدثني عن جاراتها المتحيزات لأفكارهن، وبدأت تبث شكواها منهن وكأنه مكتوب على جبهتي "تفضل واشتك إليه الحياة". حاولت بلطف أن أنهي الحوار، ونصحتها بالنسخة الإنجليزية من الكتاب، ففيه كيفية التعامل معهن... إلا أنها واصلت الثرثرة واستمرت في النميمة، تـتحدث وتحاول أن تضع تفاصيلاً تظنها مثيرة للمستمع، بينما قلبي متملل تكاد تسمع شتائمه من خلف أضلاعه لولا باقية أدب حياء. وبعد أن مَـنَّ الله عليَّ بسكوتها... تسلل إلى ذهني سؤال "لماذا يثرثر الناس عن الناس ويمارسون النميمة؟!"، وهذا ما أود أن أحدثك عنه سيدي القارئ. في بادئ الأمر عليك أن تعرف أن النميمة تصرف بشري اجتماعي متأصل فينا. لو سألت أي إنسان عن النميمة (الحش)، فهو غالباً ما سيذمها ويعتبرها فعل سيء، لكن الجميع تقريباً يفعل ذلك، ففي دراسة للدكتورة آنا ماريوت Anna Marriott لاحظت ودرست فيها السلوك البشري، وجدت أن البشر يميلون بشدة للنميمة، فوفقاً للدراسة كان الذكور يقضون -في المتوسط- 55% من وقت حديثهم في النميمة، بينما النساء 67% -في المتوسط-. وفي بحث مميزة للدكتورة الرائعة Xiaozhe Peng نُشر عام 2015م، درست فيه من خلال أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ (FMRI) أدمغة المتطوعين أثناء خوضهم في النميمة سواء بأصدقائهم أو بالمشاهير أو بالناس عموماً، وقد أظهرت الأشعة نشاطاً أكبر في قشرة الفص الجبهي من أدمغتهم، وهي ذات المنطقة التي تمنحنا القدرة على ممارسة السلوكيات الاجتماعية المعقدة والاندماج مع المجموعة. أي أن الدماغ يرى النميمة فعل يُقربك ممن حولك ويدمجك مع المجتمع، وعلقت الدكتورة Xiaozhe على هذه النقطة قائلة "إن النميمة مرتبطة برغبتنا في أن ينظر الآخرون إلينا بشكل جيد ويتقبلوننا فنتأقلم اجتماعياً، بصرف النظر عما إذا كان هذا سيتحقق فعلاً ويعكس ما نشعر به أو ينقلب السحر على الساحر وينظروا لنا بسوء". ولو استرجعت ذاكرتك سيدي القارئ في آخر حواراتك الشيّقة مع أصدقائك، لا شك أنك ستـتذكر أن من أمتع أجزاء حديثكم هو ذلك الجزء الذي تحدثتم فيه عن الآخرين... أليس كذلك يا حمامة السلام؟ 😁 والصدمة ليس فيما فات من البحث... مهلاً، كشفت أشعة الدماغ أن النواة المتكئة وبقية نظام المكافأة في الدماغ ينشط ويستجاب للنميمة -وبالأخص التي نتحدث فيها حول المشاهير-، بل كان نظام المكافأة في الدماغ ينشط أثناء النميمة أكثر مما ينشط في حال الاستماع لحديث الناس عنك بالخير. وإن كنت لا تعرف نظام المكافأة هذا... فهو ذات النظام الذي ينشط عند ممارستك الجنس أو أكلك لطعام لذيذ بعد جوع أو كسبك مبلغ من المال، وهنا الصدمة... هكذا يستلذ دماغك بالنميمة. ولكن صبراً... حتى وإن كانت النميمة متأصلة فينا فهذا لا يعني من قريب أو بعيد أنها تدل على الاستقرار النفسي أو أنها شيء طبيعي. أثبتت العديد من البحوث أن الأشخاص الذي يقضون جزءاً من محادثاتهم اليومية في النميمة -وبالأخص السلبية منها- يعانون بالفعل من تدني احترام الذات.... فليس هناك أتعس من أن يشغل المرء وقته ببؤس الآخرين. في دراسة لدكتورة علم النفس جيني كولي Jenny Cole طلبت من 140 مشاركاً كتابة وصف إيجابي أو سلبي حول شخصية عامة عرضتها عليهم، ثم قامت باختبارٍ وجلسةٍ نفسية لقياس مدى احترامهم لذواتهم، ورأت أن الأشخاص الذي كتبوا وصفاً سلبياً كانوا يعانون من احتقار للذات. وفي ذات الدراسة طلبت من 112 آخرين أن يكتبوا وصفاً عن شخص ما يعرفونه تماماً، ثم اختبرتهم نفسياً أيضاً، ورأت الدكتورة جيني أن الأشخاص الذي كتبوا نميمةً سلبية في أقاربهم أو أصدقائهم المقربون يعانون بشدة ملحوظة من تدني احترام الذات.... وهذا لا يدع مجالاً للشك بأن الخوض في النميمة مرتبط تماماً بتدني احترامنا لأنفسنا. أضف لذلك أن خوضك في النميمة -التي ستلتذ بها- قد يكون أحياناً محاولة لهروبك من نقاشات جدية عليك طرحها لحل مشاكلك العالقة. في دراسة لجامعة Northwestern University درس القائمون عليها أكثر من 100 من الأزواج، وخلصت الدراسة أن الأزواج الذين يميلون للتحدث عن الأزواج الآخرين وكيف يديرون حياتهم غالباً ما تكون حياتهم الزوجية سيئة تـتخلـلها العديد من الخلافات، وتكون هذه الحوارات طريقة لتجنب حوارات ستنتهي بالعصبية والقيل والقال والفشل في معالجة مشاكلهم الفعلية واختلاف وجهات نظرهم. وكما تقول السياسية الأمريكية البارزة إليانور روزفلت: "العقول العظيمة تُناقش الأفكار، والعقول المتوسطة تتحدث عن الأحداث، والحمقى يتكلمون عن الأشخاص". ولكن ليس التحدث عن الآخرين سيء بشكل مطلق، فأحياناً تنبيه المجتمع من سوء أحدهم هو إصلاح وخير للمجتمع، كتوعية الناس من عمليات نصب مالي يقوم بها أحدهم مثلاً. بل قد تكون النميمة في أحدهم وسيلة لتوعيته ومحاولة لهدايته بعد أن يتم اقصاءه مجتمعياً ويرى كراهية الناس له نظراً لسلوكه المشين، ففي دراسة للبروفيسور ماثيو فاينبرغ Matthew Feinberg أحضر مجموعة من المشاركين للمختبر للقيام بلعبة ما، وتم تقسيم المشاركين لمجموعات، وفي اللعبة كان لدى كل واحد من أعضاء المجموعة مبلغ من المال، وإما يحتفظ به لنفسه أو يتبرع بجزء منه أو كله لصندوق المجموعة، التي إن خسرت اللعبة سيتبخر المال، وإن كسبت اللعبة سيتضاعـف المبلغ ثم يتم تقسيمه مرة أخرى بالتساوي على أعضاء المجموعة، ويستطيع كل فرد من المجموعة معرفة المبلغ الذي تبرع به الآخرون، ويستطيعون في كل مرة يلعبون بها القيام بتصويت وطرد فرد من المجموعة. كانت النميمة التي يقوم بها أفراد المجموعة قبل كل لعبة مفيدة إذ أنها وضحت للآخرين من هو الأناني وبالتالي نبذوه وصوتوا لطرده، ثم زاد التعاون والتضحية فيما بينهم وبالتالي كسبوا المزيد من المال. أضف لذلك أن الأنانيون الذي تم طردهم والحاقهم بمجموعة أخرى تغير سلوكهم وأصبحوا أكثر تعاوناً وتضحية للمجموعة الجديدة. وأرجو ألا يستغل الإنسان النمام هذه الدراسة عذراً لنميمته ويخرج بهيئة المصلح، فالله جل علاه يطلع على شخصيته ونيته الحقيقية لا التي ينظر لها الناس. وفي الإسلام عشرات الأحاديث التي تقدح في النمام وتـتوعده بالعقاب، فعن الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام أنه قال: "إياك والنميمة فإنها تزرع الضغينة وتُبعد عن الله وعن الناس". ويقول عليه السلام في موضع آخر: "محرمة الجنة على العيابين المشائين بالنميمة". لذا قبل أن يخوض أحدهم في حديث سلبي عن الآخرين عليه أن يسأل نفسه بإنصاف وصدق/ هل ستساعد هذه النميمة الآخرين حقاً وتوعيهم ونيتي فيها الخير؟ هل أقوم بهذا الحديث بدافع الحقد أو الحسد أو العداء أو تسلية المستمعين ببؤس الآخرين؟ هل لا أملك خياراً آخر سوى النميمة؟ وهل هي ضرورية الآن؟ كيف سأشعر لو شارك أحدهم هذه المعلومات والحوارات عني أنا؟ والأجوبة ستدعوك لإكمال الثرثرة من عدمها، فـفن عدم النميمة الدال على احترام الذات هو الذكاء في معرفة متى يجب أن تشارك هذا الحوار ومع من ولماذا؟ والإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره. وليس هناك أروع من أن يترك الإنسان النميمة ويتحدث عن الأفكار.... مهلاً... كأني ابتدأت المقال بنميمة عن جارتي في الطائرة.... من الواضح أني لست حمامة سلام 😜، حسناً نيتي خيرة وأنتم لا تعلمون من هي. 😁
بقية المقالات
Share by: