Blog Layout

الخروج عن السرب

في القرن التاسع عشر لم يكن الوسط الطبي آنذاك يعرف الجراثيم ، ولم يكن يعتقد أن القذارة قد تكون سبباً في نقل الأمراض و زهق الأرواح ، وكان من الطبيعي جداً أن تكون أغطية أسرة المستشفيات مليئة بالبول والقيء والفطريات والديدان ... وكان يطلقون عليها نتانة المستشفى التقليدية .
في المستشفيات .. وفي قسم الولادة بالتحديد كانت غالبية النساء يُصبن بحمى النفاس بعد الولادة ، وكانت امرأة بين كل خمسة نساء يتوفاها الأجل بسبب الحمى ، ولم يخطر حينها على بال الأطباء أن قذارة المستشفى هي التي تُلهب جروح الولادة وتُسبب الحمى .
في وسط ذلك الجهل ...لاحظ الطبيب "أجناتس سيملفيس Ignaz Semmelweis " مدير مستشفى فيينا أن أجنحة الولادة التي يديرها طلاب الطب الذكور تتضاعف فيها حالات الوفيات ، ويمتن ثلاثة بين كل خمسة نساء بالحمى .
وكان الأطباء حينها يفسرون ذلك بأن الطلاب الذكور أكثر قسوة في تعاملهن مع النساء ، وبالتالي يكُنَّ أكثر عرضة للإصابة بالحمى ، إلا أن السيد "سيملفيس" لم يكن مقتنعاً بهذا التبرير ، وكان يبحث عن سبب ذلك وحَلِّه .
وفي عام 1847م زار أحد أصدقاء السيد "سيملفيس" المستشفى لوجود جرح في يديه ، وكان بصحة جيدة ، إلا أنه وبعد زيارته للمستشفى وخياطة الجرح ارتفعت حرارته ، ليموت بالحمى الشبيهة بحمى النفاس .
استنتج حينها السيد "سيملفيس" أن الحمى تأتي بسبب العدوى سواء من أسرة المستشفى الملوثة ، أو من الأطباء وأيديهم الملطخة بدماء العمليات والتشريح ، وبالتالي تلتهب جراح المرضى والأمهات ويتوفاهن الأجل ، وهذا تعليل منطقي لوفاة النساء بأجنحة طلاب الطب أكثر من القابلات ، فأيديهم عادة ما تكون ملوثة بالدم .
أمر السيد "سيملفيس" بتنظيف المستشفى وتبديل أغطية الأسرة بشكل دوري ، وأمر الأطباء والطلاب الذين يقومون بالعمليات والتشريح وتتلطخ أيديهم بالدماء أن يغسلوها بالصابون والكلور المطهر قبل الدخول إلى قسم الولادة أو إجراء العمليات .
حفظت فكرة "سيملفيس" أرواح الأمهات ، إذ أصبحت امرأة واحدة فقط من أصل خمسين تتوفى بسبب حمى النفاس ، ورغم ذلك لم يقتنع الوسط الطبي باستنتاجاته ، إذ أنه بكلامه هذا يتهمهم بنقل الأمراض وتسبُّبِ بالوفيات ، وكانوا يتذمرون من غسل أيديهم ، إذ يرونه عملاً تافهاً غير ذا جدوى .
فتعالت الأصوات الرافضة لحماقة "سيملفيس" والمنادية بطرده من المستشفى ، فطردوه ونبذوه وعاد إلى موطنه المجر ، ومنعوه من ممارسة الطب ، فكان مجرد طبيب فخري من غير راتب في مستشفى صغير في بودابست .
وكان هذا المستشفى يعج أيضاً بحالات وفاة حمى النفاس ، فأقنع ملاك المستشفى بفكرته ، وبعد تطبيقها بحرص اختفت حالات الوفاة نهائياً .
إلا أن زملاؤه الأطباء كان يرونه أحمقاً مجنوناً يأمرهم بأشياء عديمة الفائدة ، لكنه لم يستسلم فكان دائماً ما يحاول اقناعهم بضرورة غسل اليدين ، ويعرض عليهم الاحصائيات المؤيدة لفكرته .
الأطباء اعتبروا أن إلحاح "سيملفيس" على غسل اليدين لحفظ الأرواح ليس تصرفاً طبيعياً ، بل نوبة من جنون !!! ، فأخذوه غفلة إلى مصحة نفسية وأودعوه هناك .
ولأنه حاول ضرب الممرضين الذين أرغموه على دخول المصحة جُرحت يده ، فأتى له في اليوم التالي أحد الأطباء كي يخيط جرحه ، وكانت يداه ملطخة بالدماء ، فطلب منه "سيملفيس" أن يغسل يديه قبل ذلك ، إلا أنه رفض واعتبره طلباً من مجنون لا قيمة له .
وبعد أن أخاط جرحه ... التهب وتحول إلى غرغرينا ، وأصيب "سيملفيس" بالحمى بسبب تلوث الجرح ، ليموت بعدها بأسبوعين في المصحة عن عمر يناهز 47 عاماً .
وكان آخر ما كتبه "سيملفيس" في المصحة :
"عندما أنظر إلى الماضي يذهب عني حزن الحاضر ، إذ أنني أتخيل مستقبلاً سعيداً ستتوقف فيه العدوى وستكون الأمهات والمرضى بخير ، الاقتناع بأن هذه اللحظة ستحين عاجلاً أم آجلاً يجعل ساعة موتي أسعد . "
السيد "سيملفيس" كان أول طبيب يغرد خارج السرب ، ويعاند جميع الأفكار المحيطة به انتصاراً لأفكاره ، ولم يبالي باتهامه بالجنون ، بل آمن بعقله واستنتاجاته وإحصاءاته فقط دون أن يتأثر بغيره فيتراجع عنها .
وهذا استثناء يجب التوقف عنده والتأمل به ....
إن غالبية البشر تتأثر بأفكار المجموعة المحيطة بها ، بل قد يكذب البشر ما يرونه بأعينه ويقتنعوا بما يقوله الآخرون ، وهو ما يسميه علماء النفس " العقل الجمعي " .
إن في أدمغتنا نمطين من التفكير ، الأول "العقل الفردي" ، وهو تفكيرنا عندما نكون بمفردنا ، والذي تنتج عنه قناعاتنا الشخصية وتصرفاتنا وأفكارنا ، أما النمط الآخر "العقل الجمعي" فهو النمط الذي تتشوه فيه أفكارنا وتصرفاتنا وتتأثر بوجهة نظر المجموعة ، لأننا نفترض حينها أن الآخرين يعرفون أكثر منا ، وأن تصرفاتهم هي الأصح فنتقبلها دون تفكير .
إن للمحيطين بنا أثر علينا يفوق تصورنا ... وإليك هذه التجربة .
أحضر عالم النفس الطبيب سلومون آش Solomon Asch طالب جامعي إلى مختبره ، وأجلسه مع بعض القائمين على التجربة والذين مثلوا دور طلاب مشاركين في التجربة أيضاً ، ثم طلب منهم مهمة بسيطة ، وهي اختيار خط من الصورة اليمين يتساوى حجماً مع الخط الذي في الصورة اليسار .

عرض عليهم السيد سلومون 18 صورة ، وطلب منهم أن يقولوا الإجابة الصحيحة بصوت عالٍ ، على أن يكون الطالب الحقيقي آخر ناطق بالإجابة ، وفي أول صورتين اختار الممثلون الخط الصحيح ، وبعد ذلك يتعمد الممثلون أن يختاروا جميعاً إجابة خاطئة موحدة ، ليرى السيد سليمون إن كان الطالب الحقيقي سيتأثر بالأجوبة الخاطئة أم سيقول الجواب الصحيح الذي أمام عينيه .

أقام السيد سلومون هذه التجربة على 100 طالب ، وكانت النتيجة أن 75 طالباً اختاروا الإجابة الخاطئة ولو لمرة واحدة على الأقل من 18 صورة متأثرين بإجابات الممثلين .

و35 طالباً اختاروا أكثر من خمسة إجابات خاطئة متأثرين برأي البقية رغم سهولة الأجوبة الماثلة أمام أعينهم .

لقد كذبوا أعينهم ليقتنعوا برأي غيرهم !!! .

كان السيد سلومون يقابل الطلاب الحقيقيين بعد التجربة ليسألهم عن سبب اختيارهم للأجوبة الخاطئة ، وفي جميع الحالات كان الطلاب يبررون الخطأ بتأثرهم برأي المجموعة وافترضوا أن البقية يعرفون أكثر منهم !! .

إننا قد نغير رأينا مخالفين ما نراه أمام أعيننا ... فَلَكَ أن تتخيل مدى تأثرنا برأي غيرنا في الأفكار المعقدة .

( فيديو التجربة https://youtu.be/TYIh4MkcfJA )

ماذا عن تصرفنا ... هل سنتصرف بحماقة لا منطقية إن كان غيرنا يتصرف بها ؟

في تجربة أجراها أستاذ علم النفس جونا برجر Jonah Berger من جامعة بنسلفانيا في إحدى العيادات ، يجلس القائمين على التجربة في كراسي انتظار العيادة ، ممثلين دور المراجعين ، وعندما يدخل المراجع الحقيقي ويجلس معهم ، يتم تشغيل صوت صافرة بين الحين والآخر ، فيقف الممثلون عند سماعهم صوت الصافر .

ويكرروا هذا الفعل مراراً ، ورغم أن المراجع الحقيقي لم يطلب منه أحد القيام عند سماع صوت الصافرة ، إلا أنه يقوم بتقليدهم ويقف عند كل صافرة دون أن يفهم سبب قيامهم . ( يعني مع الخيل يا شقرا 😜 )

وعندما يخرج جميع المراجعين الممثلين من صالة الانتظار ... ويبقى المراجع الحقيقي لوحده فإنه غالباً ما يستمر بالوقوف عند سماع صوت الصافرة !! 

بعد ذلك يدخل ممثل "مراجع" إلى العيادة ويجلس بجانب المراجع الحقيقي ، فإن رآه يقف عند كل صافرة يسأله لماذا تقف عند كل صافرة ؟! ، وكانت معظم الإجابات " لا أدري .. هكذا يفعلون هنا عند سماع صوت الصافرة !! " .

أجريت التجربة على 50 مراجع ... وجميعهم بلا استثناء قلدوا الآخرين ووقفوا لسماع صوت الصافرة ، رغم أنه لم يُطلب منهم ذلك .

( فيديو التجربة .. مضحك جداً - https://youtu.be/-7iN0V-GbM0 )

تصرف المراجعين لا منطقي ، فعلوا ذلك محاكاةً للآخرين دون فهم السبب !! .... هكذا نتأثر بغيرنا .

ويعلق السيد جونا على هذه التجربة قائلاً : إننا نتعلم في سن مبكرة أن نتبع خطى مجموعتنا ونشعر بالحاجة للانضمام إليها حماية لنا ، لأن هذا يجعلنا نبدو اجتماعيين ويعطينا شعوراً بالراحة .

هذه التجارب – وهناك الكثير غيرها – تبين لك الأثر البالغ للمجموعة على أفكارنا وتصرفاتنا ، وتشرح لك مثلاً لماذا يختار الناس المطعم أو المقهى الأكثر ازدحاماً ، لأنهم غالباً ما يعتبرون الزحام دليلاً على الأفضلية .

ومن ذلك فالسيد "سيملفيس" كان واعياً بما فيه الكفاية ليؤمن بعقله الفردي ويتحدى به رأي المجموعة والوسط الطبي ، محاولاً انقاذ الأرواح ومنع انتشار العدوى ... هو قدوة رائعة أجدر أن تُتبع .

وهناك أمر آخر أود الإشارة إليه أيضاً ....

نظراً لأن البشر يتأثرون بالغالبية المحيطة بهم يتم استغلال ذلك لأغراض تسويقية أو حتى سياسية وتضليلية .

فمثلاً في برامج التواصل الاجتماعي تخلق الأنظمة الحكومية المستبدة الحمقاء جيشاً وهمياً إلكترونياً - الذباب الإلكتروني - ليدافع بكثافة عن قناعات الحكومة وتوجهاتها كي توهم الناس بكثرة المناصرين لها والمؤيدين لرأيها محاولة التأثير على ميولهم ، فتصرف على ذلك ملايين الدولارات والدراهم 😇 ، ومثال ذلك ما تقوم به اليوم بعض الحكومات العربية بتزيين التطبيع مع الصهاينة في منصات التواصل الاجتماعي .

ويقول بروفيسور تاريخ العلوم روبرت بروكتر Robert Proctor : "لو أردت ترسيخ الجهل في الناس ، وتبديل رأيهم وعقلهم الجمعي حول أمر ما فعليك بثلاثة خطوات : احرم الناس من المعلومة الصحيحة وانشر المعلومات الخاطئة ، انشر الشك في المفاهيم القائمة ، حاول تأسيس مفاهيم جديدة ." ، وهو ما أسماه بعلم الجهل Agnotology .

ولو أردت نموذجاً على ترسيخ الجهل وتضليل الناس على نطاق واسع باستخدام "العقل الجمعي" ، فلك أن تنظر لما يقوم به الاتحاد الأوروبي اليوم من محاولة ترسيخ فكرة أن المثلية الجنسية والشذوذ أمر طبيعي جداً .

إذ عمدت وسائل الإعلام الغربية على ترسيخ فكرة أن الشذوذ خلل جيني ، ومشكلة عضوية لا يمكن حلها ، مع تجريم وازدراء كل من يناهض ذلك ، وهو ما خلق فعلاً توجهاً جمعياً بضرورة السماح للشواذ بممارسة حقهم في الزواج وما أشبه .

أما العلم والدراسات الأكاديمية غير المضللة لا تدعم ذلك بل تصفه بالهراء ، وكما تقول الكاتبة العلمية بريار وايتهيد Briar Whitehead في مقدمة كتابها الرائع "جيناتي جعلتني أفعله" : إن الغرب شن حملة من التضليل والخداع في السنوات العشرين أو الثلاثين الأخيرة جعلت مؤسساته العامة من المشرعين إلى القضاة ومن الكنائس إلى التخصصات الذهنية الصحية يؤمنون بشكل واسع أن المثلية الجنسية موروثة عضوياً وبالتالي لا يمكن تغييرها .

وتحلل بكتابها التضليل الحاصل ، وتأثيرهم على العقل الجمعي ، والنقض العلمي لادعاءاتهم .

لذا سيدي القارئ إن كنت تؤمن بفكرة ما فلا تنجرف خلف رأي المجموعة ، كُن كالطبيب "سيملفيس" الذي آمن بفكرته وتحدى الجميع رغم اتهامه بالجنون ، وكان البذرة الأولى لنظام الصحة الوقائية العالمي ، والذي ينقذ البشرية اليوم خاصة بأزمة الوباء التي نمر بها .

ولا تنخدع بكثرة المؤيدين لفكرة ما ... فالكثرة قد تغلب الشجاعة لكنها لا تجعل من الغباءِ ذكاءً ، يبقى الخطأ خطأً ولو آمنت به البشرية بأجمعها .

بواسطة 288e1451-5677-4d83-8385-71f24185e9e0 ١٩ سبتمبر ٢٠٢٤
كم مره خنت فيها شعورك وأبديت إعجابك بأشياء لا تستحسنها؟ في عام 1897م اندلعت حرب بين الدولة العثمانية واليونان وكانت محط اهتمام الطبقة السياسية والنخب العليا، أما عوام الناس فكان "كُـلّا يدعي في الهوى وصل ليلى" والكل يريد الحديث عن هذه الحرب الطاحنة والتظاهر بالاهتمام كي يوحي للآخرين امتيازه الثقافي. إبان الحرب زارت بعض النسوة من الطبقة المخملية بيت الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف، والذي كان برفقة زميله الكاتب مكسيم غوركي، وسألنه عن رأيه حول هذه الحرب، فجلس يتأملهن... يرى وجوهاً بلهاء لا تعي المآسي التي تُخلفها الحروب، يتظاهرن بالاهتمام، فأجابهم بكل هدوء أن السلام هي النتيجة المرجحة لهذا الصراع. لم تكن تلك الإجابة التي يردن سماعها، فضغطن عليه كي يخبرهم أي الطرفين مرشح للفوز، فأجابهم بكل بساطة والابتسامة تملأ وجهه: "أعتقد أن الأقوى هو من سيفوز"، فزاد ضغطهن عليه ليُخبرهم من هو الطرف الأقوى، فقال "لا أشك أن الطرف الذي يحصل على تغذية أفضل وتعليم أفضل هو الأقوى". فسألنه بإلحاح "أي من طرفي الحرب تفضله شخصياً عن الآخر؟"، فقال بوجه مشرق: "سيداتي أنا أُفضل مربى البرتقال... هي تفضيلي الشخصي، هل تفضلونها أنتن" اندفعن بكل حماس للحوار عن المربى ونكهاتهن المفضلة، موضحات معرفتهن الواسعة بطرق تحضيرها، فكشفن اهتمامهن الحقيقي بالطعام بدلاً من التظاهر السابق بالانخراط في الخطاب السياسي، أما هو فكان يشاركهن الحوار بكل أريحية وسعادة. وما إن انتهين من جلستهن واستعدوا للمغادرة وَعَـدنَ تشيخوف بإرسال هبات سخية من مربى البرتقال، وشكرنه على حسن حواره ولطافة خطابه، فقد سُعدن حقاً بذلك، وبعد أن غادرن أثنى زميله غوركي على حواره معهن، فضحك تشيخوف وقال: "ما كان عليهن التظاهر... من الأفضل لكل إنسان أن يتحدث لغته الخاصة". فهل تتفق مع تشيخوف... أن على كل إنسان ترك التظاهر وأن يكون مخلصاً لما في داخله؟ لا شك أنك في وقت ما حاولت كبت مشاعرك وعدم إظهارها للآخرين، أو لعلك -وأرجو أن أكون مخطئاً- أبديت مشاعر زائفة لا تترجم ما في قلبك، ولو عدت في ذاكرتك واسترجعت سبب قيامك بذلك، فمن المرجح أن يكون السبب هو احترام مشاعر الآخرين، أو الحصول على مشاعر إيجابية منهم كالثقة أو المودة أو التعاطف. وأود بكل سعادة أن أزف لك البشرى... محاولتك لم تجدي نفعاً، لا تحاول تكرارها أرجوك، فمهما حاولت التمثيل والتظاهر بغير ما تشعر به فمن المرجح أنك ستحصل على نتيجة عكسية. أولاً إن تظاهرت سيُكشف أمرك.... إن أدمغتنا نحن البشر تمتلك قدرة جيدة على التفريق بين المشاعر الزائفة والحقيقية، فحتى الأطفال الرضع قادرين على ذلك بشكل رائع، ففي دراسة نفسية نُشرت عام 2015 في مجلة The Official Journal of the International Society on Infant Studies أظهر باحثو علم النفس من جامعة كونكورديا أن الرضع في وقت مبكر من العمر -18 شهراً- يمكنهم اكتشاف ما إذا كانت مشاعر الشخص حقيقية ومبررة أم لا. فكان الأطفال عندما يرون أحد أقاربهم تنكسر إحدى أدواته ثم يتظاهر بالحزن كانوا لا يبدون أي تعاطف معه، بينما القريب الذي يتعرض لذات الموقف وتبدو عليه مشاعر حزن حقيقية كان الأطفال يتعاطفون معه ويحاولون ببراءتهم التخفيف عنه. هل تـتذكر آخر موقف حاول أحدهم التظاهر أمامك بمشاعر زائفة، وكنت تعلم في قرارة نفسك أن مشاعره غير صادقة، هل تتذكر كيف كان الأمر واضحاً لك بينما يظن هو أن تمثيله جيد؟ حسناً الأمر ينطبق عليك كذلك، لست ممثلاً بارعاً.
بواسطة 288e1451-5677-4d83-8385-71f24185e9e0 ١٢ يوليو ٢٠٢٤
ماذا لو اختفيت اليوم من الحياة... هل سيتأثر المحيطون بك؟ هل سينقص الحياة شيء؟ بعد يومٍ مرهق من العمل كانت جالساً في غرفتي شارد الذهن، فسمعت صوت أمي تسأل من في المنزل عني "هل ما زال هاشم موجود أم خرج؟"، فتسللت إلى ذهني حينها مقولة الفيلسوف رينيه ديكارت "أنا أفكر إذاً أنا موجود"، لذا أردت الخروج من غرفتي لأخبر أمي ممازحاً أنني كنت هنا أفكر فإذاً أنا موجود. لكن أمي شتت أفكاري ودمرت ما تبقى سليماً من عصبونات دماغي ولم تذر لي أي باقية من صلابتي النفسية، إذ سمعتها تقول لمن سألتهم "هاشم موجود فهذا نعاله عند باب الغرفة.... هاشم تعال وارمي أكياس الزبالة". آه يا سيدي القارئ... لا أخفيك السر... لقد كانت صعقة نفسية، إذ كان دليل وجودي نعال.... وحاجتها مني أكياس القمامة لا أكثر. لست مفكراً... ولكن السؤال الذي سهر معي تلك الليلة هو " إلى أي مدى أنا مهم ومطلوب ومُلاحظ ومؤثر في هذه الحياة؟!" وأظنه سؤال يراود الكثير من الناس أحياناً، وليس سؤالاً فلسفياً أو ترفاً فكرياً، بل إن لجوابه أثر نفسي ينعكس علينا وعلى صحتنا ومشاعرنا... وهذا ما أود الحديث عنه في كلماتي اليسيرة هذه. نحن كبشر لن نقول لمن سألنا "كيف حالك؟" - أشعر اليوم بالأهمية شكراً لك.، ولكن هذا الشعور قد يجعلك تشعر بخير فعلاً. الاحساس بهذا الشعور لا يتطلب نيل جائزة نوبل للسلام، بل يكفي أن تكون مؤثراً بحياة الناس من حولك أو بمحيطك الذي تعيش فيه، وكلما كنت مطلوباً وملاحظاً ومؤثراً أكثر كلما زاد اعتقادك بأهمية وجودك. وعندما تكون بمنظورك ذا أثر وأهمية سترى ذاتك بنوع من التقدير والاحترام، مما ينعكس على شعورك بالإيجاب، وهذه النظرة للذات لا تـتعلق بالغرور وتفضيل النفس على الآخرين، بل تعني استثمار نقاط قوتك وأحاسيسك لأجل الحياة ومن فيها. إن حب ترك بصمة على الحياة فطرة نولد عليها وتخالج أنفسنا إلى حين الممات، وهذا ما أكده أستاذ الفلسفة وعلم النفس كارل جروس Karl Gross عندما كتب نظرية قَـيّـمة حول لعب الأطفال، قال فيها: إن الأطفال الصغار يشعرون بسعادة كبيرة عندما يعتقدون أنهم مؤثرين في العالم من حولهم، فالطفل مثلاً عندما يمسك دمية ويضغطها لتخرج صوتاً يضحك كثيراً، ليس لأن الصوت مضحك بل لأنه شعر بتأثيره في الواقع، ويكرر العملية ليعيد نشوة متعة الإنجاز وأهمية وجوده، والطفل الذي يُحرم من اللعب أو يلعب مراراً ويفشل بالتأثير على الواقع يشعر بانزعاج الكبير، بل لربما يتقوقع على نفسه ويتشوه نفسياً فيكون ضعيف الشخصية مستقبلاً غير مهيأ للإنجاز. وهناك بحث أجراه الدكتور إلين لانجر من جامعة هارفارد على مجموعتين من كبار السن نزلاء دار رعاية المسنين، أعطوهم جميعاً بعض النباتات التي ستزين غرف جلوسهم ونومهم وممرات الدار، وأخبر الدكتور إلين المجموعة الأولى أنهم المسؤولون عن إبقاء النباتات على قيد الحياة والعناية بها ورعايتها لتضفي المزيد من الجمال والمنظر الصحي للدار، بينما أخبر المجموعة الثانية أن النباتات لهم ولكن موظفو الدار هم من سيعتنون بها. بعد 18 شهر من الاهتمام بالنباتات والتأثير بالمنظر الصحي لدار الرعاية كان ضعف عدد نزلاء المجموعة الأولى على قيد الحياة مقارنة بالمجموعة الثانية. أي أن الشعور بالتأثير على الحياة وما يحيط بنا يجعلنا أفضل سواء على الناحية الصحية أو الشعورية أو حتى على بناء الشخصية. وفي بحث رائع نُشر أمس -وهو ما دفعني لكتابة هذا المقال- وجد الباحثان في مجال علم الأعصاب المعرفي روبرت تشافيز وتود هيثرتون أن التقييم الإيجابي لأهمية الذات واحترام الذات يكمنان في ذات المنطقة في الدماغ، فكلاهما في المسار الجبهي للدماغ والذي يربط قشرة الفص الجبهي الإنسي بالمخطط البطني، أي هما وجهان لعملة واحدة، وكلما كان تقدير الذات أفضل كلما تحسن أداء هذا المسار عصبياً، والمهم هنا أن قوة هذا المسار تُحسن مستويات السيروتونين "هرمون السعادة"، والذي هو حتماً يؤثر على المزاج العام ويقلل القلق، بل ويمنع خطر الإصابة بعدة أنواع من الاضطرابات العاطفية والنفسية كالاكتئاب وانعدام الشهية أو فرط تناول الطعام. وكتبا في البحث أن الأشخاص الذي يكون لديهم هدف نبيل يتعلق بالتأثير في الحياة والناس من حولهم يرتفع لديهم الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين وهي ناقلات عصبية تتحكم في الحالة المزاجية والحركة والتحفيز والتي يسمونها عادة "ثلاثية السعادة"، أي كلما كنت نبيلاً في تأثيرك فيمن حولك زادت سعادتك وتقديرك للذات. للتبسيط... ولكي أخرجك من دهاليز الدماغ هذه أقول إن احترام الذات من خلال الشعور بأهميتها يمنحها صلابة نفسية وثقة في النفس وسعادة تقيك من التكدر العاطفي والنفسي. وختاماً... هناك لَبسٌ يجب التنويه عليه، يخلط الكثير من الناس بين احترام الذات وتقديرها وأشياء أخرى لا علاقة لها بالاحترام أساساً، فمثلاً يظن البعض أن الاحترام والتقدير للذات يعني أن الإنسان يجب أن يوفر لنفسه كل متع الحياة طولاً وعرضاً، فيأكل كل ما تشتهيه نفسه ويشتري ما يحب كتقدير للنفس، وهذا خطأ، بل إن من الحيوانية أن يجعل الإنسان نفسه مسخاً يطلق العنان لرغباته، فوحدها الحيوانات التي لا تراعي سوى شهواتها وما تستلذ به، بينما الإنسان من المفترض أن يكون لديه قيم ومبادئ وتضحيات، وإلا فما فرقه عن الحيوان؟!! وكما ذكرت سابقاً ليس هناك أي ربط من قريب ولا بعيد بين الغرور وبين تقدير الذات، فالأفضلية تعني المزيد من المسؤولية اتجاه الحياة ومن فيها، بينما النظرة الفوقية على الآخرين مجرد نرجسية مرضية لا أكثر. لذا تبقى القاعدة الذهبية في أفضلية الذات والشعور بأهميتها حديث رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال فيه: "خير الناس أنفعهم للناس". أنت خير الناس ما دمت مؤثراً وهماً في منفعة الناس، وأنت مجرد مسخ لا أهمية لوجودك ما دمت منغمساً في ملذاتك.
بواسطة 288e1451-5677-4d83-8385-71f24185e9e0 ٢٤ مايو ٢٠٢٤
ليست الطيور على أشكالها تقع دوماً، ستوقعك الحياة على طيورٍ لست تَعرِفها وأشكالٍ لا تـتقبلها، وترى نفسك رغم ذلك مجبوراً عليها... وها أنا رأيتني أخوض في حوار مع جارتني في الطائرة، امرأة بريطانية، رغم أنني لست ذلك الشخص الذي يهوى الانغماس في حوارات مع الغرباء، لكن ما أحبه شيء وما ستفرضه الحياة شيء آخر. بينما أنا غارق في تركيزي أقرأ كتاباً سألتني: "لماذا على غلافه صور للدماغ؟"، أجبتها: "لأنه يشرح طريقة تفكير الإنسان ولماذا يتعصب لأفكاره"، وليتني لم أقل ذلك.... شرعت تُحدثني عن جاراتها المتحيزات لأفكارهن، وبدأت تبث شكواها منهن وكأنه مكتوب على جبهتي "تفضل واشتك إليه الحياة". حاولت بلطف أن أنهي الحوار، ونصحتها بالنسخة الإنجليزية من الكتاب، ففيه كيفية التعامل معهن... إلا أنها واصلت الثرثرة واستمرت في النميمة، تـتحدث وتحاول أن تضع تفاصيلاً تظنها مثيرة للمستمع، بينما قلبي متملل تكاد تسمع شتائمه من خلف أضلاعه لولا باقية أدب حياء. وبعد أن مَـنَّ الله عليَّ بسكوتها... تسلل إلى ذهني سؤال "لماذا يثرثر الناس عن الناس ويمارسون النميمة؟!"، وهذا ما أود أن أحدثك عنه سيدي القارئ. في بادئ الأمر عليك أن تعرف أن النميمة تصرف بشري اجتماعي متأصل فينا. لو سألت أي إنسان عن النميمة (الحش)، فهو غالباً ما سيذمها ويعتبرها فعل سيء، لكن الجميع تقريباً يفعل ذلك، ففي دراسة للدكتورة آنا ماريوت Anna Marriott لاحظت ودرست فيها السلوك البشري، وجدت أن البشر يميلون بشدة للنميمة، فوفقاً للدراسة كان الذكور يقضون -في المتوسط- 55% من وقت حديثهم في النميمة، بينما النساء 67% -في المتوسط-. وفي بحث مميزة للدكتورة الرائعة Xiaozhe Peng نُشر عام 2015م، درست فيه من خلال أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ (FMRI) أدمغة المتطوعين أثناء خوضهم في النميمة سواء بأصدقائهم أو بالمشاهير أو بالناس عموماً، وقد أظهرت الأشعة نشاطاً أكبر في قشرة الفص الجبهي من أدمغتهم، وهي ذات المنطقة التي تمنحنا القدرة على ممارسة السلوكيات الاجتماعية المعقدة والاندماج مع المجموعة. أي أن الدماغ يرى النميمة فعل يُقربك ممن حولك ويدمجك مع المجتمع، وعلقت الدكتورة Xiaozhe على هذه النقطة قائلة "إن النميمة مرتبطة برغبتنا في أن ينظر الآخرون إلينا بشكل جيد ويتقبلوننا فنتأقلم اجتماعياً، بصرف النظر عما إذا كان هذا سيتحقق فعلاً ويعكس ما نشعر به أو ينقلب السحر على الساحر وينظروا لنا بسوء". ولو استرجعت ذاكرتك سيدي القارئ في آخر حواراتك الشيّقة مع أصدقائك، لا شك أنك ستـتذكر أن من أمتع أجزاء حديثكم هو ذلك الجزء الذي تحدثتم فيه عن الآخرين... أليس كذلك يا حمامة السلام؟ 😁 والصدمة ليس فيما فات من البحث... مهلاً، كشفت أشعة الدماغ أن النواة المتكئة وبقية نظام المكافأة في الدماغ ينشط ويستجاب للنميمة -وبالأخص التي نتحدث فيها حول المشاهير-، بل كان نظام المكافأة في الدماغ ينشط أثناء النميمة أكثر مما ينشط في حال الاستماع لحديث الناس عنك بالخير. وإن كنت لا تعرف نظام المكافأة هذا... فهو ذات النظام الذي ينشط عند ممارستك الجنس أو أكلك لطعام لذيذ بعد جوع أو كسبك مبلغ من المال، وهنا الصدمة... هكذا يستلذ دماغك بالنميمة. ولكن صبراً... حتى وإن كانت النميمة متأصلة فينا فهذا لا يعني من قريب أو بعيد أنها تدل على الاستقرار النفسي أو أنها شيء طبيعي. أثبتت العديد من البحوث أن الأشخاص الذي يقضون جزءاً من محادثاتهم اليومية في النميمة -وبالأخص السلبية منها- يعانون بالفعل من تدني احترام الذات.... فليس هناك أتعس من أن يشغل المرء وقته ببؤس الآخرين. في دراسة لدكتورة علم النفس جيني كولي Jenny Cole طلبت من 140 مشاركاً كتابة وصف إيجابي أو سلبي حول شخصية عامة عرضتها عليهم، ثم قامت باختبارٍ وجلسةٍ نفسية لقياس مدى احترامهم لذواتهم، ورأت أن الأشخاص الذي كتبوا وصفاً سلبياً كانوا يعانون من احتقار للذات. وفي ذات الدراسة طلبت من 112 آخرين أن يكتبوا وصفاً عن شخص ما يعرفونه تماماً، ثم اختبرتهم نفسياً أيضاً، ورأت الدكتورة جيني أن الأشخاص الذي كتبوا نميمةً سلبية في أقاربهم أو أصدقائهم المقربون يعانون بشدة ملحوظة من تدني احترام الذات.... وهذا لا يدع مجالاً للشك بأن الخوض في النميمة مرتبط تماماً بتدني احترامنا لأنفسنا. أضف لذلك أن خوضك في النميمة -التي ستلتذ بها- قد يكون أحياناً محاولة لهروبك من نقاشات جدية عليك طرحها لحل مشاكلك العالقة. في دراسة لجامعة Northwestern University درس القائمون عليها أكثر من 100 من الأزواج، وخلصت الدراسة أن الأزواج الذين يميلون للتحدث عن الأزواج الآخرين وكيف يديرون حياتهم غالباً ما تكون حياتهم الزوجية سيئة تـتخلـلها العديد من الخلافات، وتكون هذه الحوارات طريقة لتجنب حوارات ستنتهي بالعصبية والقيل والقال والفشل في معالجة مشاكلهم الفعلية واختلاف وجهات نظرهم. وكما تقول السياسية الأمريكية البارزة إليانور روزفلت: "العقول العظيمة تُناقش الأفكار، والعقول المتوسطة تتحدث عن الأحداث، والحمقى يتكلمون عن الأشخاص". ولكن ليس التحدث عن الآخرين سيء بشكل مطلق، فأحياناً تنبيه المجتمع من سوء أحدهم هو إصلاح وخير للمجتمع، كتوعية الناس من عمليات نصب مالي يقوم بها أحدهم مثلاً. بل قد تكون النميمة في أحدهم وسيلة لتوعيته ومحاولة لهدايته بعد أن يتم اقصاءه مجتمعياً ويرى كراهية الناس له نظراً لسلوكه المشين، ففي دراسة للبروفيسور ماثيو فاينبرغ Matthew Feinberg أحضر مجموعة من المشاركين للمختبر للقيام بلعبة ما، وتم تقسيم المشاركين لمجموعات، وفي اللعبة كان لدى كل واحد من أعضاء المجموعة مبلغ من المال، وإما يحتفظ به لنفسه أو يتبرع بجزء منه أو كله لصندوق المجموعة، التي إن خسرت اللعبة سيتبخر المال، وإن كسبت اللعبة سيتضاعـف المبلغ ثم يتم تقسيمه مرة أخرى بالتساوي على أعضاء المجموعة، ويستطيع كل فرد من المجموعة معرفة المبلغ الذي تبرع به الآخرون، ويستطيعون في كل مرة يلعبون بها القيام بتصويت وطرد فرد من المجموعة. كانت النميمة التي يقوم بها أفراد المجموعة قبل كل لعبة مفيدة إذ أنها وضحت للآخرين من هو الأناني وبالتالي نبذوه وصوتوا لطرده، ثم زاد التعاون والتضحية فيما بينهم وبالتالي كسبوا المزيد من المال. أضف لذلك أن الأنانيون الذي تم طردهم والحاقهم بمجموعة أخرى تغير سلوكهم وأصبحوا أكثر تعاوناً وتضحية للمجموعة الجديدة. وأرجو ألا يستغل الإنسان النمام هذه الدراسة عذراً لنميمته ويخرج بهيئة المصلح، فالله جل علاه يطلع على شخصيته ونيته الحقيقية لا التي ينظر لها الناس. وفي الإسلام عشرات الأحاديث التي تقدح في النمام وتـتوعده بالعقاب، فعن الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام أنه قال: "إياك والنميمة فإنها تزرع الضغينة وتُبعد عن الله وعن الناس". ويقول عليه السلام في موضع آخر: "محرمة الجنة على العيابين المشائين بالنميمة". لذا قبل أن يخوض أحدهم في حديث سلبي عن الآخرين عليه أن يسأل نفسه بإنصاف وصدق/ هل ستساعد هذه النميمة الآخرين حقاً وتوعيهم ونيتي فيها الخير؟ هل أقوم بهذا الحديث بدافع الحقد أو الحسد أو العداء أو تسلية المستمعين ببؤس الآخرين؟ هل لا أملك خياراً آخر سوى النميمة؟ وهل هي ضرورية الآن؟ كيف سأشعر لو شارك أحدهم هذه المعلومات والحوارات عني أنا؟ والأجوبة ستدعوك لإكمال الثرثرة من عدمها، فـفن عدم النميمة الدال على احترام الذات هو الذكاء في معرفة متى يجب أن تشارك هذا الحوار ومع من ولماذا؟ والإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره. وليس هناك أروع من أن يترك الإنسان النميمة ويتحدث عن الأفكار.... مهلاً... كأني ابتدأت المقال بنميمة عن جارتي في الطائرة.... من الواضح أني لست حمامة سلام 😜، حسناً نيتي خيرة وأنتم لا تعلمون من هي. 😁
بقية المقالات
Share by: